كاريكاتير
وردا على ملاحظة حول خياراته التكتيكية، قال لاعب الوسط السابق "عندما كان سان جرمان بحاجة لل...
أعلن المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، وضع مجموعة قواعد لمناقشة تقرير لجنة الخطة والم...
برس بي _ أبعاد مسعد: توضح توقعات الطقس في العراق وارتفاع درجات الحرارة تشهد العراق حا...
الدول
مقالة
عبد الناصر المملوح يكتب: هزيمة نظام الملالي في طهران بدأت من لبنان
رئيس فرع المكتب السياسي بشبوة يعزي رئيس فرع الانتقالي في وفاة أخيه الشيخ حسين لسود
الدكتور محمد عيضة شبيبة يكتب: العمامة السوداء والكوفية السوداء والعدالة الإلهية
مجتمع الصحافة
أحمد أبوراشد :
الحرب ومآسيها في لوحات الفنان الروسي
الحرب ومآسيها في لوحات الفنان الروسي
كتب : أحمد أبوراشد
في متاحف وقاعات العرض الفنية الروسية ، يستطيع الزائر مشاهدة سلسلة من اللوحات عن مشوهي الحرب .
وفي موسكو ، خلال زيارتي لمعرض الفنانين الروس ، تعرفت على 23 عملاً للفنان الروسي جينادي دوبروف .
هذه الأعمال ليست من خيال الفنان دوبروف، بل إن الفنان قام بعدة زيارات في مختلف البلاد الروسية والسوفييتية "السابقة" وتعرف على أبطاله الواقعيين في ملاجئ العجزة وفي المصحات العقلية.وبالإضافة إلى ذلك، زار البقع الساخنة: في أفغانستان، والشيشان، وأوسيتيا الجنوبية، وإنشاء سلسلة من الرسومات "صلاة من أجل السلام"، "أحب هذه المدينة (غروزني)، "مأساة أوسيتيا الجنوبية".للفنان أكثر من 300 عمل، كلها كرست للحروب وضحاياها، وهذه الرسومات ما زالت محفوظة في متحف الحرب الوطنية العظمى المركزي، متحف قوات حرس الحدود الفيدرالي، وفي متحف تاريخ الحرب العالمية الثانية "برلين". معارض الفنان دوبروف جرت في روسيا، وخارج روسيا، لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية.الهدف الرئيسي والأساسي للفنان تعريف الناس بالحرب كما هي في الواقع، والويلات والآلام والمآسي التي جلبتها للبشرية جمعاء.أبطال دوبروف دائماً أناس ضعفاء؛ لأن الحرب انتزعت منهم القوة. وهم باستمرار أناس يعانون ويتألمون لحالتهم هذه، لكن على الرغم من ذلك فهم يعيشون ويريدون أن يعيشوا سعداء كغيرهم من الناس الآخرين.ففي لوحة (رسالة من زميل في الجندية) مقاتل فقد أثناء الحرب يديه الاثنتين، ولكن رغم ذلك الحياة بالنسبة له لم تنتهِ فهو يعيش ويناضل كغيره من أجل الحياة السعيدة الهانئة .هنا يصور لنا الفنان دوبروف هذا المقاتل الذي لا يعرف اليأس، ذا الوجه الهادئ الذي لا يعتريه الحزن ولا الكآبة ولا الشر، لكن هذا المقاتل يشعر بأنه إنسان عاجز لا يمتلك القوة كغيره من الناس لا يمتلك القدرة التي يريدها للحركة.
في لوحة (العودة من النزهة) صورة امرأة شابة انتزعت منها الحرب رجليها وأفقدتها بصرها، المرأة الشابة تضم إلى صدرها وبشدة باقة من الزهور. من خلال هذه اللوحة أراد الفنان أن يقول لنا إن قلب هذه المرأة ما زال حياً لم يبرد ما زالت تعشق الجمال، هي لا ترى، ولكنها تمتلك الإحساس المرهف.
دوبروف في لوحاته يحكي لنا عن القوة، والصبر، والجمال والتصدي لمصاعب الحياة. ودائماً يطرح على نفسه السؤال المؤلم: لماذا يجب أن يتألم هؤلاء الناس العظماء؟جينادي دوبروف لم يشارك في الحرب. والده استشهد في الحرب الوطنية العظمى ولم يرَ أولاده، أُمه بقيت وحيدة مع أولادها. إخوته الثلاثة ماتوا من الجوع والمرض، بقي هو فقط على قيد الحياة.الفنان دوبروف عايش الظروف الصعبة، عاش سنوات الحرب القاسية، جرب الجوع والعطش وويلات ومآسي الحرب وفقدان الأقرباء، الحرب جرحت له قلبه إلى الأبد.دوبروف لعب مع الأطفال لعبة الحرب التي حرمته الطفولة، هو لن ينسى زملاءه الذين عادوا من جبهات القتال بعد انتهاء الحرب، لن ينسى وجوههم.الفنان دوبروف احتكّ بالناس وعرف همومهم ومعاناتهم وأمراضهم ومن هنا توصل إلى موضوعه الأساسي.
د . أحمد أبوراشد - إعلامي فلسطيني